مقال: الرياضيون في المخيمات الفلسطينية في لبنان والروح الرياضية … أ. خليل العلي
بقلم: أ.خليل إبراهيم طه العلي، مدير المؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة في لبنان.
في مخيماتنا الفلسطينية تتكاثر الفرق الرياضية والأندية وتمارس نشاطها الرياضي في داخلها إن تواجدت الملاعب أو الساحات أو القاعات وفي خارجها إذا توفر المال للاستئجار، وتظم فرقنا الرياضية ما يوازي 10% من مجموع تعداد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إذا ما أخذنا إحصاء وكالة الغوث الأونروا الأخير.
تحاول الأندية والفرق أن تكون عاملا إيجابيا في احتضان اللاعبين في محاولة منها لغرس القيم والأخلاق الحميدة عند الشباب والناشئة وفصلهم عن التجمعات والمناشط التي تسلك طرقا شيطانية مدمرة للمجتمع وللفرد في ظل ما تمر به المخيمات الفلسطينية من هجمات ممنهجة لتدمير الفكر الديني والوطني والإنساني وقتل القيم الأخلاقية فيها.
وفي ظل كل هذا يتحمل الفرد واللاعب والرياضي مسؤولية كبيرة في بناء القدرات الفكرية والفنية والخلقية كما يتحملها النادي والتجمع، وكل المهتمين بالتربية والتطوير، لأن تعلم الفكرة بحاجة إلى رغبة المتلقي، يأخذها ويطبقها حتى تكون له علامة فارقة في السلوك الرياضي والاجتماعي في البيت والشارع والمجتمع والملعب والقاعة الرياضية.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من يمتلك الروح الرياضية بمعناها الديني والإنساني والرياضي الحديث، فكان صلى الله عليه وسلم يحب الفوز ويتقبل الخسارة، ويرد للمنافس ما ربحه منه بعد نزال أو مصارعة اذا وجد حاجة في ذلك، فلا يمكن أن تمتلك قوة جسدية يشار إليها، دون أن تكون مصحوبة بقوة الحكمة والروح الرياضية التي فيها التسامح والمحبة والصبر، وهذا ما أقصده من خلال كتابة هذه السطور.
ان الربح والخسارة أصل من أصول مناهج الحياة فلو كان الكل يربح فأين الجمال فيها، ولو كان الكل يخسر فلا حياة ولا متعة فيها.
إن الروح الرياضية تجعلك في قمة النجوم وتجعلك في قلوب الجماهير والمحبين، وإن السلوك السيء والبشع في ساحاتنا الرياضية الفلسطينية يجعلك مسخا في أعين الناس ويشار إليك بالرياضي الفاشل السيء وينبذك الناس ويتجنبك المهتمين.
على اللاعبين والنجوم والأبطال في شتى الألعاب الرياضية أن تحترم وتقدر المنافس، أن تحترم الحكم والمدرب والمتفرج، أن تحترم القانون والنظام ومن ينظمه، ان تحترم الذات والنفس، حتى نتنفس متعة المشاهدة والمتابعة والاهتمام.
نحن بحاجة إلى رسم صور جميلة للرياضة في مخيماتنا الفلسطينية، ونحن من ينظر إلينا البعض على أننا أداة تخريب وترهيب، نحن بحاجة إلى رسم صورة رياضية حضارية يتعلمها الناشئة والشباب، نحن بحاجة في رياضتنا المخيماتية أن نكون سفراء الخلق الحسن إلى جانب النجومية في المجتمعات التي تحتضننا، وفي الأندية التي ننتسب لها، نحن بحاجة إلى الشباب الرياضي المتزن المتعلم الخلوق حتى نكون في مقدمة مسيرة التحرير والعودة.
بيروت/ لبنان، 25-9-2021