مقال: مقاومة التطبيع الرياضي ودوره في اسقاط صفقة القرن
بقلم: أ. خليل ابراهيم العلي، مدير المؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة في لبنان.
صفقة القرن أو وعد ترامب المشؤوم أو اي مسمى يطلق عليها لا تعني للامة الاسلامية شيء ولا تعني للشعب العربي شيء ولا يكترث لها الشعب الفلسطيني بشيء لأنها مجرد أوهام وأحلام ستسقط حين يستفيق المدعو المسخ ترامب من حلمه الذي يشعر فيه أنه (رامبو) على الأرض وكأنه نسي أو تناسى أن هنالك ارتباطا عقائدياً ودينياً ووطنياً بهذه الأرض المقدسة ونسي أن الدماء التي رواها صلاح الدين لتحرير فلسطين ما زالت رطبة في نفوس الأمة وأن صوت السلطان عبد الحميد ما زال مدوياً وأن أبناء فلسطين يحملون أرواحهم على اكفهم فداء للقدس ولفلسطين .
ولم تكن الرياضة بعيدة عن محاولات العدو وحلفاؤه في جعلها وسيلة من وسائل تقبل الاحتلال، فقد دأب الاحتلال في رسم خارطة التطبيع الرياضي منذ السبعينيات معتبراً أن الرياضة مدخلاً هاماً ليتسلل عبرها الى بعض الدول العربية والاسلامية الذي استطاع الهيمنة على انظمتها بطرق مختلفة، بعد أن اخترق حصونها وسيطر على قرارها.
ورغم أن العدو سرق من فلسطين عضويتها في الفيفا في عام 1953 وشارك في البطولات الآسيوية , لكنه حينها واجه الرفض التام من الأمة العربية التي كانت في حينه تحمل من الشهامة ما يؤهلها للرفض وعدم القبول بالضيم، فعزلوا الاحتلال باتجاه أوروبا ليصبح عضواً منبوذاً نجساً في الاتحاد الأوربي ,وهذا كان أول رفض عربي للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني وعزله.
اتجه الاحتلال الى الرياضات الفردية التي تتيح له بالمشاركات الدولية الأولمبية ومن خلال المنظمات الرياضية التي تشكل اساساً لبعض الالعاب حيث أن للكيان علاقة جيدة معها ويتم من خلالها دعوته الى البطولات الدولية حتى يتسنى له الاحتكاك بالرياضات العربية ومواجهتها بغية توجيه رسائل اعترافيه به من قبل بعض الدول التي ترضى بتواجده أو مواجهته وهذا اسلوب خبيث حيث يشكل مدخلاً للتطبيع الرياضي.
لقد رفض المئات من ابطال العرب والمسلمين مواجهة اللاعبين الصهاينة في المحافل الدولية بغية عزلهم ونبذهم ورفض التطبيع الرياضي معهم ,كان للأبطال الاثر الايجابي الكبير بإيصال الصورة الحقة عن حقيقة هذا الكيان العنصري السارق للأرض و قاتل الاطفال والنساء , وهو ما شكل انتصاراً في مقاومة التطبيع الذي هو معركة مع الاحتلال في ميدان الرياضة .
واليوم نشاهد وللأسف الشديد بعض الدول الخليجية والعربية تتسارع للتطبيع الرياضي مع الكيان بحجة تطبيق القوانين والأنظمة الدولية للاتحادات والتي تلزم الدول بإعطاء تأشيرات لكافة المشاركين على اراضيها , وهذا هو قمة النفاق , فتونس رفضت دخول لاعبين الى أراضيها وكذا الكويت وماليزيا الغت بطولة على اراضيها و الاندية في لبنان ترفض أيضاً التطبيع الرياضي مع الاحتلال وغيرهم كثير.
ومن يقرأ السياسية لبعض المطبعين الخليجيين يفهم أن هذه الأفعال لم تكن سوى جزءً من صفقة القرن التي باركاها وحضر ترسمها، كشهود زور، بعض سفراء تلك الدول .
وأمام هذا الواقع المؤسف للأمة العربية وفي إطار مواجهتنا وتصدينا وتحدينا لصفقة القرن أو وعد ترامب المشؤوم، يجب علينا كرياضيين العمل على تعزيز المقاطعة الرياضية للاحتلال والتي من أهم الإيجابيات:
● عزل الكيان الغاصب عن البطولات العربية .
● اضعاف البطولات الدولية التي يشارك فيها الصهاينة.
● ايصال الصوت الفلسطيني والعربي للعالم والتعريف بحقيقة الكيان الدموية والعنصرية.
● تأثير الأبطال على دولهم وعلى شعوبهم لرفض التطبيع باي اشكاله .
● استعمال مقاطعة الالعاب التي يتواجد فيها صهاينة كأداة ضغط على الاتحادات لمحاسبة الكيان على جرائمه.
وأخيراً نقول إن على من يهرول من أجل التطبيع الرياضي مع الاحتلال ان يدرك مخاطر ما يقوم به وما سيلحق بالأمة من هوان وذل نتيجة هذا التطبيع والشاهد على ذلك كثيرة وكفى بصفعة القرن شاهد ودليل.
المؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة في لبنان، 3/2/2020