مقال: أهمية العمل التطوعي في الأندية الرياضية الفلسطينية
بقلم: أ. خليل العلي، مدير المؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة.
قال الله تعالى: ۞لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا۞ (سورة النساء – الآية 114).
العمل التطوعي عبارة عن بذل جهد بدني، ماليّ، فكري، ذهني، أو عيني يقدمه الإنسان عن قناعة ورضا تام مصحوبا بتوجيه ديني، ودون مقابل بقصد تحقيق مقاصد وأهداف المجتمع وحاجاته الانسانية والتي هي جزء من المطالب الدينية السماوية، اي انه خدمة انسانية تجاه الوطن وابنائه لحمايتهم وتحسين أوضاعهم.
قال النبي ﷺ (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا فرج الله عنه كر به من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما سترة الله يوم القيامة).
تعتبر الاندية الرياضية الفلسطينية من اسس العمل الشبابي الفلسطيني اينما تواجد واينما تجمع، وذلك لان الاندية الرياضية تحتضن العنصر الشبابي الرياضي القوي الذي يستطيع تحمل المجهودات البدنية إن طلبت منه ويتحمل المجهودات الفكرية إن ترافقت معه، كما ان الاندية الرياضية تعمل بصورة جماعية ومتنوعة كالكبار والشباب والفئات العمرية وذلك يعطيها القدرة على النجاح في ادارة الحملات التطوعية في العمل الخيري أو الإغاثي لأنها تشغل تجانساً في تنفيذ مهامها وعطائها.
كانت الاندية الرياضية في الماضي وما زالت ترفع شعار العمل الاجتماعي ضمن اهدافها وضمن عناوينها وبرامجها، لان العمل الاجتماعي مطلب مهم في المجتمع الفلسطيني الذي تتوالى عليه الضربات الموجعة وهو صامد ثابت، فالعمل الاجتماعي صلة الوصل بين افراد المجتمع الواحد ومن خلاله تبني الاندية جمهورها ومحبيها بقدر تواصل الاندية بالشارع الفلسطيني والاندماج فيه واكتشاف مطالبه وحاجاته، وهذا الذي يحفز فيه القوة للاستمرار والتقدم.
ويعتبر التطوع في الاندية الرياضية تكملة للعمل الاجتماعي بل هو جزء واسع الطيف فيه، فهو يؤسس للمشاركة في اعمال المجتمع الفلسطيني الذي تتكاثر فيه الاعمال والمبادرات الشبابية في ظل الازمات الانسانية المتلاحقة التي يمر بها الشعب الفلسطيني في كافة فروعه في الداخل وغزة وفي مخيمات اللجوء في خارج فلسطين، ولذلك نجد أن التقارب من المجتمع الفلسطيني له الاثر الايجابي في صناعة قاعدة معلومات عن الحالات الاجتماعية المتنوعة لتكون قاعدة عمل للجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدات للعائلات المتعففة والفقيرة، كما ان العمل التطوعي يقوي الروابط بين الاندية والافراد فيها وبينها وبين الاندية الاخرى التي تقدم مبادرات تطوعية فيتحول التنافس بينها الى تسارع لخدمة المجتمع الفلسطيني بعيدا عن ساحات الملاعب.
قال النبي ﷺ (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
ويعتبر العمل التطوعي للأندية الرياضية طريق في تنمية الموارد البشرية والمالية واللوجستية وذلك من خلال سطوع الرؤيا عند المجتمع الذي يحبذ العمل للقضية واهلها ولن يقف متفرجاً دون مساعدة الاندية في تطوير ذاتها وافرادها (ومن يعمل مثقال ذرة خير يره).
كما يعتبر العمل التطوعي في الاندية الرياضية سبيل لبناء العلاقات مع كافة التخصصات الاخرى التي تتبنى المبادرات أو مع الجمعيات الخيرية التي تساهم في بلسمة جراح المجتمع الفلسطيني او مع الجمعيات الغير حكومية التي تقدم بعض المشاريع الانسانية، كما هو سبيل للتقارب مع أهل الرأي والنفوذ ومع اللجان الشعبية والأهلية والذي يؤسس للأندية الرياضية سهولة العمل ونجاحه.
قال النبي ﷺ (أحب الناس إلى اللهِ عز وجل أنفعهم للناسِ وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً).
المصدر: موقع المؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة، 26-12-2019